الفساد السياسي في المجتمعات العربية والإسلامية (أزمة الشورى)

By الشيخ محمد الغزالي كانون1/ديسمبر 10, 2024 532 0

 

صدرت هذه الطبعة من كتاب "الفساد السياسي في المجتمعات العربية والإسلامية (أزمة الشورى)" لمؤلفه الشيخ محمد الغزالي* عن مكتبة نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع بالقاهرة عام 2005م.

وسعى الشيخ محمد الغزالي من خلال هذا الكتاب إلى التحذير من خطورة غياب الشورى عن نظام الحكم، وقمع الحريات العامة، وإهدار كرامة الشعوب، وفقًا لما أكد عليه في مقدمته للكتاب، حيث جاء فيها ما يلي:

ما زلت أعتقد أن ثروتنا من المواهب الثمينة والكفاءات المثمرة كبيرة، وأن حظوظنا من تلك المعادن النفيسة لا تقل عن مثيلاتها لدى الدول العظمى..!!

كل ما هنالك من فروق أن غيرنا انتفع بما يملك، وأتاح الفرص لبقائه ونمائه، وعملت الحريات الموفورة عمل الأشعة في إنضاج الزرع، وعمل المياه في إمداده بالنضارة والحياة ....

أما في أرجاء العالم الإسلامي فإن الحكم الفردي -مـن قــديم- أهلك الحرث والنسل، وفرض ألوانًا من الجدب العقلي والشلل الأدبي أذوت الآمال، وأقنطت الرجال...

والغريب أن هذا التخريب يناقض مناقضة ظاهرة توجيهات الإسلام في كل ناحية! هل في دين الله أهم من العقيدة؟ لا! إن الاعتقاد في المنطق القرآني نبت وسط حرية البحث والتأمل وطلب البرهان  ولننظر إلى حديث القرآن عن المشركين، ونتأمل في مساره، يقول الله  سبحانه: (أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ  هَذَا ذِكْرُ مَن مَّعِيَ وَذِكْرُ مَن قَبْلِي﴾ [الأنبياء: ٢٤].

ليس هناك مجال لإلغاء العقل ورفض الرأي الآخر، لابد من تبادل الحجج ونشدان الحقيقة وحدها ... لا مكان لتكميم الأفواه وفرض وجهة نظر واحدة.

صاحب الصواب لا يهاب النقاش، صاحب الحق يَغْشَى به المجالس، ويقرع به الآذان.

المأساة تحدث من مُبطل يريد بالعصا أن يخرس الآخرين، ومع تفاهة ما عنده يقول مقالة فرعون قديمًا: (مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ) [غافر: ٢٩)

فإلى أين قادهم؟ إلى الغرق في الدنيا والحرق في الآخرة؟!. إن الاستبداد السياسي يُبيد كل أسباب الارتقاء والتقدم، ولا تصلح الحياة برجل يزعم العلم بكل شيء، ويتهم الناس كلهم بأنهم دونه وعيًا وفهما.

لقد نهضت دولة الخلافة على دعائم الشورى، وكان المبدأ المقرر عند كل خليفة: "إن رأيتم خيرًا فأعينوني، وإن رأيتم شرًا فقوموني". ومن هنا أرست دعائم الحق إلى قيام الساعة.

والدول الكبرى الآن ليس فيها مكان للتفرعن والادعاء الأعمى، إن هذه الآفات للأسف تكثر في الدويلات التي تعيش في غيبوبة التخلف والاستسلام لجلاديها..

وهذا الكتاب صيحة تحذير من غياب الشورى، واستخفاء الحريات العامة، وإهدار كرامات الشعوب.

 

وقد اختتم الشيخ الغزالي كتابه بقوله:

إني أطلب من المسلمين أن يطرحوا الأسمال العقلية والاجتماعية التي أزرت بهم وحطت مكانتهم، وأن ينصفوا الإسلام من أنفسهم حتى يستطيع هذا الدين الانطلاق في الأرض، وإسعاد البشرية، وتحقيق الرحمة العامة للعالمين ...

أما الاستمرار بحكم فردى يخنق الحرية، ويستبيح الحرمات.

أو إيجاد قوارين تملك المال ولا تملك العدالة والرحمة.

أو الاستمرار ببطالة عقلية تهمل العمل والفكر وتحقر نتائجها، وتؤخر العباقرة وتقدم التافهين..

أو استمرارنا بعوائل همها في الحياة المتعة لا التربية، والفوضى الاجتماعية لا الأخلاق الدقيقة والتقاليد الزكية.

أو استمرار القصور العلمي في المادة وما وراء المادة.. أي في شئون الدين والدنيا جميعًا.

أو الاستمرار بدعاة يتساءلون عن الصلاة مع دم البعوض في قمصانهم.. ولا يتساءلون عن مستقبل أمة أرخص دمها. حتى أصبح سفكه لا يثير جزعًا ولا فزعًا.

إن الاستمرار بهذه الذاكرة المفقودة.. لا تستفيد من التجربة ولا تنتفع من عبر التاريخ.

إن استمرارنا في هذه الحياة على هذا النحو هو خزي الأبد.. فإما عشنا مسلمين حقًا ...

وإِمَّا مَمَاتٌ لَا قِيَامَةً بَعْدَهُ             مَمَاتٌ لَعَمْرِي لَمْ يُقَسْ بِمَمَاتِ!

 

محتويات الكتاب:

قسم الشيخ محمد الغزالي كتابه إلى بابين، وذلك على النحو التالي:

الباب الأول: ضوء على تفكيرنا الديني

الباب الثاني: نظرة على واقعنا السياسي

  • مدخل
  • الاستبداد السياسي
  • حدود السمع والطاعة بين الحاكم والمحكومين
  • كتابات خدام السلاطين
  • الانتخابات بدعة!!!!
  • حول تطبيق الشريعة
  • الاجتهاد الجماعي في العصر الحاضر
  • لماذا لا نقتبس من الديمقراطيات الغربية؟
  • السوأة الكبرى
  • ملزمة أو معلمة
  • موازين العدالة في ظل الاستبداد السياسي

خاتمة

  

 رابط مباشر لتحميل الكتاب

 


* الشيخ محمد الغزالي (1917م- 1996م): عَلَم من أعلام الفكر الإسلامي، وداعية متمكن، جمع بين رجاحة العقل وصدق القلب ونقاء الفطرة، وهو أحد أهم المجددين في العصر الحديث، تميز بالعطاء الفكري والعلمي، له إنتاج غزير؛ حيث صدرت له العديد من الكتب المرجعية في الفكر الإسلامي المعاصر بشكل عام.

 

Rate this item
(0 votes)

Leave a comment

Make sure you enter all the required information, indicated by an asterisk (*). HTML code is not allowed.