نظرات في الإسلام

By د. محمد عبد الله دراز تشرين1/أكتوير 11, 2024 760 0

 

صدرت هذه الطبعة من كتاب نظرات في الإسلام لمؤلفه الدكتور محمد عبد الله دراز[*] عام 1392/ 1972م، ويُعد هذا الكتاب من الكتب القيمة، لإبرازه العديد من الحقائق عن الإسلام بأسلوب ميسر وشامل ومعمق، ولعل من أدق ما قيل عن تميز هذا الكتاب ما كتبه أستاذنا الدكتور محمد عمارة في تقديمه طبعة دار (مفكرون) لهذا الكتاب التي صدرت عام 2018م- من أن: "ميزة هذا الكتاب، من بين كتب العلامة الأستاذ الدكتور محمد عبد الله دراز، أنه يقدّم نظرات عامّة وشاملة للإسلام: عقيدته.. وشريعته.. وعباداته.. وقيمه وأخلاقياته.. ونُظمه الاجتماعية.. وعلاقاته بالآخرين، وليس ككثير من كتبه الأخرى، خاصًّا ومتخصّصًا في معلم محدّد من معالم الإسلام، فهو نموذج لرؤية الدكتور دراز في مجمل معالم الإسلام".

فقد لمس الدكتور محمد عبد الله دراز في كتابه "نظرات في الإسلام" العديد من الحقائق وأكد عليها، منها:

  • رسالة الإسلام حينما بسطت جناحيها في أقلَّ من قرن على نصف المعمور؛ كانت كأنما أنشأته خلقًا آخر؛ لقد بدَّلته من أوطانه المتفرقة وطنًا واحدًا، ومن قوانينه المختلفة قانونًا واحدًا، ومن آلهته المتعددة إلهًا واحدًا، لقد نفذت إلى جوهر نفسه فحوَّلته تحويلاً، وبدَّلت أسلوب تفكيره تبديلاً، بل عمَدت إلى لغته فأضافت لغةَ القرآن لسانًا إلى جانب لسانه، وكثيرًا ما أنسَتْه لسانَه الأصيل، وجعلت لسان الإسلام هو لسانَه الوحيد. ثم هي لا تزال في كل عصر تتلقى معاولَ الهدم من أعدائها؛ فتُكسر هذه الصدَمات على صخرتها، وهي قائمةٌ تتحدى الدهر، وتنتقل من نصر إلى نصر. فليحاوِلِ الباحثون ما شاءوا أن يعرفوا مصدرَ هذه القوة الغلَّابة، وهذا الانتصار الباهر. إن هذا النجاح ليس مرَدُّه في نظرنا إلى سبب واحد من الأسباب، ولا إلى فضيلة واحدة من الفضائل، لقد تضافرت عليه شخصية الداعي، ومنهاج دعوته، وشخصية الأمة التي تلقت تلك الدعوة، وطبيعة الدعوة نفسها، ومن وراء ذلك كله كلاءةُ الله ورعايته لهذه الرسالة حتى بلغت كمالها.
  • يقوم التشريع الإسلامي على أسس سليمة متينة، لا تضعف ولا تتزعرع، فهو تشريع مرن يتطور بتطور الحياة، ويتجاوب مع مصالح الناس وحاجياتهم، دون أن يفرض عليهم عنتًا أو حرجًا، وهو فوق هذا غني بثروته التي لا تنفد، هذه الثروة التي تلمسها بنفسك في العقائد والأخلاق والقيم الإنسانية، وفي أصول القوانين والدساتير والنظم السياسية والاجتماعية.
  • يهدف التشريع الاسلامي في جميع مراحله وأطواره، وفي جميع وسائله واتجاهاته إلى الإصلاح الخلقي والنفسي والفكري، والإصلاح الاجتماعي والسياسي والقانوني وليس من شك في أن غاياته إنما تلتقي عند إيجاد مجتمع سليم نظيف، وشعب ناهض قوي، وإخاء عالمي يقوم على أساس من الحب والعدل والمساواة والسلام.
  • الشرائع بأسرها، سماوية كانت أم وضعية، لم تتضمن تشريعًا كتشريع الزكاة الذي تضمنته شريعة الإسلام، هذا التشريع الإنساني الذي يفرض على المسلم الغني ضريبة مقدسة يفيد منها المجتمع الذي يعيش فيه، وتفيد منه الدولة التي ينتسب إليها.
  • نظرة الى خريطة العالم الإسلامي ترينا كيف أنه يمتد في قلب العالم كتلة واحدة متصلة، من أقصى الشرق الى أقصى الغرب، وأنه كله يدور على محور واحد هو مكة المكرمة التي هي قلب الوطن الاسلامي وقطب رحاه، إن هذا الوضع الجغرافي المتماسك القوي، قد اختص به الإسلام بين سائر الأديان، ومع ذلك من أعجب العجب أن الذي ينظر إلى الماضي القريب للأمة الإسلامية، لا يجدها في المكانة التي يؤهلها لها هذا الموقع الفريد، ذلك أن تفتتها الإقليمي وانطواء كل شعب منها على نفسه، قد أنساها هذه الرابطة العظمى، ولقد كان المسلمون الأولون لا يعرفون هذه الحواجز الحديدية .. فكان التجار والرحالون يتنقلون من قُطر إلى قطر، وليس بيدهم جواز سفر .. إلا كلمة الإسلام.
  • هدف الإسلام من إيجاد أمة إسلامية، إنما لتكون أمة وسطًا، تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، وذلك لتؤدي مهمة نبيلة إنسانية من أجل السلام العالمي، والأمن الدولي، ولا ريب في أن أمة هذا هدفها -وهذه رسالتها- لابد أن تدعم بناء العلاقات العالمية وتعمل على صيانتها، ضد عواصف الشر، وملاحم الفتن.
  • الحروب في نظر الإسلام شر لا يلجأ إليه إلا المضطر، فلأن ينتهي المسلمون بالمفاوضة إلى صلح مجحف بشيء من حقوقهم، ولكنه في الوقت نفسه يحقن الدماء، خير من انتصار باهر للحق تزهق فيه الأرواح.
  • هناك العديد من الأدلة الملموسة على أن الإسلام لا يرمي قط إلى القضاء على أعدائه، ولا إلى الاستيلاء عليهم بالقهر، ولكن إلى تجنب خطرهم، فمتى تحقق هذا الغرض لم يبق للصراع في نظره مبرر؛ لأن هدفه إيجاد العلاقات العامة مع الناس قاطبة.
  • التشريع الدولي في الإسلام لا يكتفي بأن يستوحي في كل خطوة من خطواته روح العدالة والمساواة بين الناس أمام القانون، بل إنه يستمد من ينابيع أشد عمقًا من ذلك كله، يستمد من منابع الإيمان الصحيح، والخلق الكامل، ونستطيع أن نقول - ووثائق التاريخ بين أيدينا: إن هذا التشريع الدولي العام في الإسلام صفحة فخار، تشهد له بحرصه على إيجاد علاقات طيبة مع البشر قاطبة، لأنه دين إنساني خالد.

 

تقسيمات الكتاب:

المقدمة.

مع التشريع الإسلامي.

في حياتنا الاجتماعية.

بين المثالية والواقعية.

الإسلام والعلاقات.

 

رابط مباشر لتحميل الكتاب


[*] هو الشيخ عبد الله بن الشيخ محمد بن حسنين دِراز (1874-1932م)، وهو عالم أزهري مصري، كان عضوًا بهيئة كبار العلماء وأستاذًا بكلية الشريعة، شارك في ثورة 1919م، واعتقل على إثرها، نال الدكتوراه في جامعة السوربون الفرنسية، وكتب عن علاقة الإسلام بالأديان الأخرى بطريقة منطقيّة. اهتم في كتاباته بمبادئ علم الأخلاق في القرآن الكريم، ومن أهم كتبه "دستور الأخلاق في القرآن"، وهو نفسه أطروحته التي نال عنها درجة الدكتوراة.

Rate this item
(0 votes)
Last modified on الجمعة, 11 تشرين1/أكتوير 2024 08:18

Leave a comment

Make sure you enter all the required information, indicated by an asterisk (*). HTML code is not allowed.