قُدمت هذه الدراسة إلى كلية الدراسات القانونية العليا- جامعة عَمَّان العربية بالأردن، للحصول على درجة الماجستير، عام 2005م/ 2006م، تحت إشراف كل من الأستاذ الدكتور عمران محافظة "قانون دولي عام"، والأستاذ الدكتور أحمد المومني "فقه وتشريع"، ونُشرت على موقع "المنظومة".
وكما هو واضح من العنوان فإن هذه الدراسة تناولت المبادئ العامة الدولية الإنسانية في النزاعات المسلحة كدراسة مقارنة مع الشريعة الإسلامية، وجاءت في مقدمة وثلاثة فصول وخاتمة وتوصيات، وكان التركيز فيها منصبًا على اتفاقيات جنيف الأربع لعام 1949م وبروتوكولها الإضافي الأول لعام 1977م.
جاء الفصل الأول بعنوان "المبادئ الأساسية المنظمة للعلاقات الدولية الإنسانية في النزاعات المسلحة بين الشريعة والقانون"، وتناول فيه الباحث بيان وشرح مصطلحي الضرورة العسكرية ومبدأ الإنسانية ومبدأ التناسب والتوفيق بينهما، ومبدأ الضرورة تقدر بقدرها، سواء في القانون الدولي الإنساني أم في الشريعة الإسلامية، فتناول المبحث الأول أهم القيود التي ترد على الضرورة العسكرية، ومنها مبدأ تقييد حرية مهاجمة الأشخاص، ومبدأ تقييد حرية مهاجمة الأماكن، ومبدأ تقييد نوعية وسائل الهجوم.
وتم تخصيص المبحث الثاني من الفصل ذاته لدراسة مبدأ التناسب بين الضرورة العسكرية، ومبدأ الإنسانية سواءً في القانون الدولي الإنساني أم في الشريعة الإسلامية، ومقابلة ذلك كله بمبدأ مارتنز الشهير الذي صاغه "فريدريك دي مارتن" من أجل الحالات التي لم يشملها القانون الدولي الإنساني.
أما الفصل الثاني من الدراسة فقد جاء تحت عنوان "المبادئ العامة المنظمة للعلاقات الدولية الإنسانية في النزاعات المسلحة بين الشريعة والقانون"؛ وتناول الباحث فيه بشيء من التفصيل، وفي مبحثين مستقلين، مجموعة المبادئ العامة المنظمة للعلاقات الدولية الإنسانية زمن النزاعات المسلحة، ومنها المبادئ الخاصة بحماية ضحايا النزاعات المسلحة، والتي من أهمها مبدأي الأمن والحياد ومبدأي الحماية والعدالة، وكما تم من خلالها التطرق إلى مبدأ العالمية ومبدأ عدم التعرض ومبدأ الممارسة العادية للحياة سواءً في الشريعة الإسلامية أم في القانون.
وكذلك تطرق الباحث في هذا الفصل، وفي المبحث الثاني إلى أهم المبادئ المشتركة بين القانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان، وهي مبدأ صيانة الحرمات والحق في السلامة الجسدية، ومبدأي التمييز بين المقاتلين وغير المقاتلين، والمساواة في تقديم المساعدات، وتطرق كذلك إلى مبدأ حظر الآلام التي لا مبرر لها كأحد النماذج التطبيقية لمبدأ صيانة الحرمات والحق في السلامة الجسدية.
أما الفصل الثالث والأخير من الدراسة فجاء بعنوان "نماذج تطبيقية للمبادئ الأساسية المنظمة للعلاقات الدولية الإنسانية في النزاعات المسلحة بين الشريعة والقانون"، حيث رأى الباحث أنه لا يكتفي هنا وفي رسالته هذه بالحديث والتنظير عن المبادئ الأساسية المنظمة للعلاقات الدولية الإنسانية في النزاعات المسلحة بين الشريعة الإسلامية والقانون الدولي الإنساني، وإنما لا بد من ذكر نماذج تطبيقيه لتلك المقدمات التي أشرنا إليها حول مبادئ القانون الدولي الإنساني سواء في عصر الإسلام أم في عصرنا الحاضر، فجاء المبحث الأول من هذا الفصل للحديث عن غزوة بدر الكبرى في التاريخ الإسلامي القـديم. وأما المبحث الثاني فقد خصص لدراسة تطبيقـات مـن حـرب أفغـانستان فـي الـوقت الحـاضر، وتم التطرق في هذا المبحث إلى موضوع أسرى سجن "غوانتانامو" من مقاتلي طالبان والقاعدة، وهل يمكن اعتبارهم أسرى حرب؟
وتوجت هذه الدراسة في النهاية بخاتمة وعدة توصيات، وكان أبرز ما خلصت إليه هذه أن الإسلام قبل مئات السنين أرسى من القواعد التأصيلية ما لم نتوصل في عالمنا اليوم إلى إقرار بعضه إلا بعد جهد جهيد ومساع استمرت أجيالاً بأكملها.
رابط مباشر لتحميل هذه الدراسة