رؤية إسلامية

By د. زكي نجيب محمود نيسان/أبريل 15, 2025 634 0

صدرت الطبعة الأولى من كتاب "رؤية إسلامية" للدكتور زكي نجيب محمود· عام 1978 عن دار الشروق في القاهرة، ولكننا ننشر رفق هذا التقديم الطبعة الأحدث من الكتاب، والتي صدرت عن مؤسسة هنداوي.

يُعد هذا الكتاب أحد الأعمال البارزة للكاتب، والذي يناقش فيه رؤيته الفكرية والثقافية من منظور إسلامي، حيث جمع الكاتب بين الفكر الفلسفي الغربي والرؤية الإسلامية العقلانية، حتى نجح –كما رأى البعض- في تقديم "إسلام [فكر إسلامي] متصالح مع العقل والعلم" دون تناقض مع الثوابت الدينية، بلغة واضحة في متناول القارئ غير المتخصص.

وقد استقبل الكتاب بالترحاب من قبل النقاد والمثقفين، حيث أثنى الدكتور محمد حسين هيكل على الكاتب (في أحد حواراته) قائلًا: "زكي نجيب محمود يُذكِّرنا بأن الإسلام ليس مجرد طقوس، بل هو حضارةٌ قادرة على الحوار مع كل العصور"، وهو يقترب في ذلك من ثناء الأديب طه حسين على د. زكي نجيب محمود من قبل صدور كتابه هذا بأنه: "فيلسوفٌ يضع المنطق في خدمة الإيمان"، بينما ذهب المفكر محمد عابد الجابري إلى أن أعمال زكي نجيب محمود، ومنها هذا الكتاب، تُساهم في مشروعٍ فكريٍ يهدف إلى إعادة قراءة التراث بمناهج عقلانية، مشابهةً لحركة التنوير الأوروبية لكن في إطار الهوية الإسلامية.

وقد انطلق الكاتب من التساؤل حول أسباب التخلف الذي أصاب العالم الإسلامي، بعد أن كانت له القيادة والريادة؟

ولقد نوه عن ذلك الدكتور زكي نجيب محمود حين قدم لكتابه يقول:

سؤال طرحته على نفسي، حين ألقيت نظرة إلى خريطة العالم الإسلامي، في امتداد رقعته الجغرافية، من أقصى الجنوب الشرقي لقارة آسيا، حتى أقصى الغرب في معظم القارة الأفريقية، وما إن ألقيت السؤال، حتى أجريت القلم خلال ستة أشهر، بالفصول التي هي مادة هذا الكتاب، وكانت هذه الفصول تحمل أطرافًا مما يصح أن يكون جوابًا عن ذلك السؤال.

وأما السؤال فهو هذا: ما الذي أصاب العالم الإسلامي، فتخلَّف حتى أصبح في مؤخرة الركب الحضاري في عصرنا هذا، بعد أن كانت له، ذات حين قيادة وريادة؟ على أنني إذاّ أخذت أضع الجواب في قطرات متفرقة متتابعة، أنظر في كل  قطرة فيها إلى الموقف من إحدى نواحيه، كانت نظرتي تنحصر في ذلك الجزء من العالم الإسلامي - الذي يكون الوطن العربي الكبير، ثم كانت تلك النظرة- أحيانًا كثيرة- تعود فتزداد انحصارًا- حتى تقف عند حدود وطني الخاص الذي هو مصر، وسيجد القارئ في القسم الرابع من هذا الكتاب تحديدًا دقيقًا لدوائر الانتماء الثلاثة، التي على أساسها يتدرج الانتماء، من حيث التبعات الاجتماعية، تدريجا يجعلني مصريًا أولاً، وعربيًا ثانيًا، وفردًا من أبناء العالم الإسلامي ثالثًا، وهو تدرج لا أقيمه على درجات «الأهمية» لهذه الأجزاء، بل أقيمه على الأمر الواقع الذي يجعل الإنسان مسئولاً  أمام القانون عن وطنه الخاص، قبل أن يكون مسئولاً عن المجالات الأوسع نطاقًا، والتي ينتمي إليها جميعًا بدرجات.

محتويات الكتاب:

مقدمة

القسم الأول: مع العلم بعمق الإيمان

أنا المسجد والساجد

اقرأ باسم ربك

العقل يهدي ويهتدي

الأشياء والكلمات

عصر يبحث عن حرية الإنسان

اختلاف الرأي والرؤية

عالم عابد في مركبة الفضاء

 

القسم الثاني: من عوامل القوة

يموت الإنسان ليحيا

قنافذ وثعالب

أنا أريد – إذن أنا إنسان

فالق الحب والنوى للعصر الواحد صوت واحد

صورة ريفية وأعماقها

من الجذور

حياتنا الجديدة تصنعها أقلامنا

وهذه جزيرة أخرى

تقاليد وتقليد

الاقتصاد في معاناة

القسم الثالث: من عوامل الضعف

صرخة

متطرف تحت المجهر

عصر الحنين

أزرع ولا حَصَاد؟

ظلال بين اليأس والرجاء

أهو شرك من نوع جديد؟!

هذا الصغير وصاغه

صانع الحروف

هؤلاء

فعل الزمن

حتى يغيروا ما بأنفسهم

 

القسم الرابع: دائرة الانتماء

عروبة مصر

حول مشكلة الانتماء.

 

 

رابط مباشر لتحميل الكتاب

 

  • الدكتور زكي نجيب محمود: (1 فبراير 1905م- 8 سبتمبر 1993م)، فيلسوف وكاتب وأكاديمي وأستاذ فلسفة مصري، له العديد من المؤلفات في الفلسفة والمنطق، ومنها: نظرية المعرفة، المنطق الوضعي، نحو فلسفة علمية، حياة الفكر في العالم الجديد، موقف من الميتافيزيقا، أسس التفكير العلمي ... الخ، كما ألف العديد من الكتب عن الحياة الفكرية والثقافية ومنها: تجديد الفكر العربي، المعقول واللامعقول في تراثنا الفكري، ثقافتنا في مواجهة العصر، مجتمع جديد أو الكارثة، رؤية إسلامية، في تحديث الثقافة العربية، قيم من التراث ... الخ، وله العديد أيضًا من المؤلفات الأدبية منها: جنة العبيط، شروق من الغرب، الكوميديا الأرضية، قصة نفس ... الخ.

وقد حصل د. زكي نجيب محمود على العديد من الجوائز، منها:

  • جائزة الدولة التشجيعية عن كتابه "نحو فلسفة علمية".
  • جائزة الدولة التقديرية في الآداب.
  • جائزة الثقافة العربية.
  • جائزة سلطان العويس من دولة الإمارات العربية.
Rate this item
(0 votes)
Last modified on الثلاثاء, 15 نيسان/أبريل 2025 15:09

Leave a comment

Make sure you enter all the required information, indicated by an asterisk (*). HTML code is not allowed.