أحمد بك أبو الفتح.. أحد رواد الفقه المقارن

أحمد بك أبو الفتح (1866 – مارس 1949) فقيه مسلم وحقوقي مصري. يعد من رواد مدرسة الحقوق المصرية الحديثة، لاسيما من خلال كتابه عن المعاملات في الشريعة الإسلامية والقوانين المدنية المصرية، وكان وطنيًا، وكان عضوًا منتخبًا في مجلس النواب.

سيرته:

ولد أحمد بك بن حسين أبي الفتح في بلدة الشهداء بالمنوفية بإيالة مصر العثمانية سنة 1303هـ/ 1866م ونشأ بها. تخرج من مدرسة دار العلوم سنة 1891 ثم التحق بوزارة المعارف، واشتغل بالتدريس في المدارس الأميرية ثم بالتفتيش.

عُيّن أستاذًا للشريعة الإسلامية بكلية الحقوق بجامعة القاهرة سنة 1908، وأخذ عنه كثير من علماء عصره لأكثر من ثلاثين سنة. وفي سنة 1930 أحيل على التقاعد. كان من كبار الكتاب والأدباء والعلماء الذين اشتغلوا بالعلم والأدب والفقه الإسلامي والتأليف فيه. وكان إلى جانب ذلك كريم الأخلاق حميد السجايا كثير الإحسان شديد العناية والتربية لأبنائه النجباء الذين تعتز الصحافة بشخصيتهم الفذة، وكان كذلك ممن لهم قدم راسخة في الاهتمام بالقضية الوطنية المصرية، وقد انتخب عضوًا بمجلس النواب. وتبرع بألفي جنيه وقطعة أرض لإنشاء مجموعة صحية في بلدته، الشهداء.

وهو والد الصحفي محمود أبو الفتح (أغسطس 1893 – 15 أغسطس 1958)، وحسين، ومحمد، وأحمد أبو الفتح.

مؤلفاته:

كان لأحمد بك عدد من المؤلفات في التشريع الإسلامي، من أهمها كتابه “المعاملات في الشريعة والقوانين المصرية”، وقد ذكر في مقدمته أنه: “كتاب في المعاملات الشرعية علي المذهب الحنفي، ويهدف في تفهم الأحكام بعد حالة الفتور عنها بعد وضع القانون المدني الأهلي والعمل به بمقتضي الأمر الصادر في 28 أكتوبر 1883، وتخصيص المحاكم الشرعية بالنظر في قضايا الأحوال الشخصية، إذ المعهود في جميع الأزمنة والأمكنة أن العلم الذي لا يكون العمل جارياً على مقتضاه في جهة من الجهات تنصرف عنه الأفكار. ولا يكون الاقبال عليه ممن يضطرون الى ذلك لأداء امتحان مثلا الا ليحصلوا منه على أقل ما يوصل الى النجاح ولا يلبث بعد ذلك الا مقدار ما يلبث النقش على الماء والرسم على صفحات الهواء ولولا المحافظون عليه من السادة الأعلام وشراح القوانين المدنية الذين يرجعون الى كتب الفقه لحيف على هذا القسم العظيم. فرغبنا في تعميم تعليمه وتعلمه حتى يكون له من عناية الأمة المصرية ما لقسم الأحوال الشخصية منها حتى لا تتطرق إليه عوامل الاضمحلال والفناء لأن الله جل شأنه لا ينتزع العلم من الصدور انتزاعاً وانما ينتزعه بموت أهله، ولقد أجلنا النظر وسرحنا الفكر في جميع الوسائل التي تؤدي الى هذه الغاية الشريفة فبعد استطلاع آراء أعاظم العلماء وأكابر المفكرين وبعد الوقوف على رغبات كثير من طلبة العلوم الشرعية والقانونية وجدنا شبه اجماع على أن أفضل الوسائل وأسهل الطرق التي توصل الى نيل تلك الأمنية عمل كتاب في هذا القسم يجمع بين سهولة التعبير ووضوح المعنى وحسن الترتيب وبين إرداف الأحكام الشرعية للمسائل الكثيرة الحصول بنظائرها من أحكام اللوائح والقوانين الجاري عليها العمل في القطر المصري السعيد ليجتمع لمن يطلع عليه فائدة سهولة فهم الأحكام حكام الشرعية مع فائدة الالمام بشيء من الأحكام الأهلية ليأخذ كل منه ما يريد”.

ومن مؤلفاته أيضًا:

  • المعاملات في الشريعة الإسلامية.
  • مختصر المعاملات.
  • المختارات الفتحية في أصول الفقه وتاريخ التشريع الإسلامي.
  • ملخص محاضرات الوقف.
  • الخلاصة في نظرية المرافقات.

وفاته:

توفي في شهر جمادى الأولى 1368 الموافق لشهر مارس 1949، بالقاهرة بالمملكة المصرية، ودفن في مقابر الغفير بالعباسية.

Rate this item
(0 votes)
Last modified on الإثنين, 30 تشرين1/أكتوير 2023 17:05

Leave a comment

Make sure you enter all the required information, indicated by an asterisk (*). HTML code is not allowed.