تكونت رسالة الباحث محمد المهدي بكراوي من مقدمة وبابين، الأول بعنوان أحكام القانون الدولي الإنساني في النزاعات الدولية غير المسلحة، وتناول فيه ماهية القانون الدولي الإنساني، والأحكام المتعلقة بالمحاربين في النزاعات المسلحة غير الدولية والفقه الإسلامي، وجاء الباب الثاني بعنوان أحكام القانون الدولي الإنساني في النزاعات الدولية المسلحة، وتحدث فيه عن الإطار القانوني للمقاتل النظامي، والقوات المسلحة غير النظامية.
تتطرق الرسالة إلى سـعى المجتمـع الدولي في العصر الحديث إلى تهذيب هذه النزاعات المسلحة خاصة بعد أن ظهرت الحاجة لـذلك فسـن لـذلك المجتمــع الــدولي قواعــد وأســس وأعــراف ومبــادئ اســتنبطها مــن الــدين أو العــرف أو المواثيـق الدوليـة بدأت مـن اتفاقيـة جنيـف لعـام 1864م، والتـي تعتبـر الاتفاقيـة الدوليـة الأولــى مــن نوعهــا والمتعلقــة بتحســين حــال الجرحــى العســكريين فــي الميــدان فــي النزاعــات البريــة وصــولا إلــى اتفاقيــات جنيــف الأربــع لعــام 1949، والخاصــة بحمايــة المقـاتلين الــذين توقفـوا عــن القتـال وكــذا المرضــى والجرحـى الــذين سـقطوا فــي ميــدان القتال، لتؤسس بذلك لميلاد أحكام وقواعد للقانون الدولي الإنساني. وإذا كان ميلاد قواعد القانون الدولي الإنسـاني وأحكامـه مـر بمخـاض عسـير فـي القـانون الـدولي فـإن ولادة هـذه القواعـد كانـت يسـيرة وتجسـدت فـي وصـايا النبي صلى الله عليه وسلم لقادتـه وجنـده، وكـذا فعـل الصـحابة والخلفـاء مـن بعـده بـل إن الفقـه الإسـلامي عـرف تنظيمـا للجيوش الإسلامية لم يشهد له مثيلا إلا في العصر الحديث
