نحو اجتهاد فقهي معاصر

By الإمام د. أحمد الطيب أيلول/سبتمبر 19, 2024 925 0

صدرت الطبعة الأولى من كُتيب "نحو اجتهاد فقهي معاصر" لفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب[1] ضمن سلسلة "كلمات الإمام الأكبر (رقم 11)، والصادرة عن مجلس حكماء المسلمين بالإمارات العربية المتحدة، في 1440هـــــ/ 2019م.

ويُذكر أن أصل هذا الكُتيب هو كلمة أُلقيت في مؤتمر دار الإفتاء المصرية: "التكوين العلمي والتأهيل الإفتائي لأئمة المساجد للأقليات المسلمة" المنعقد بالقاهرة تاريخ 16- 17 من محرم سنة 1438هـــ الموافق 17- 18 من أكتوبر سنة 2016م.

وأكد فضيلة الإمام على أن بعضُ العُلماء المعاصِرِينَ تَفَطَّنَ إلى أنَّ إحجام الفقهاء عن الاجتهادِ سيترُكُ المجتمعات الإسلامية «للآخَرِ» يملؤُها بما يشاء، وهو: "لون مِنَ الوقوع في فصلِ الدِّينِ عَنِ الحَياةِ، أو فَصلِ الحَياةِ عَنِ الدِّينِ، الذي نتَنكَّر له كشِعارٍ، ثُمَّ نُمارِسُه كواقع".

هذا مع التأكيد والاعتراف على أن الأمة تعيش أَزمَةً حقيقيَّةً يدفَعُ جماهير المسلِمينَ ثَمَنَها غاليًا حيثما كانوا وأينما وُجِدُوا: أَوَّلًا بسبب التَّهَيُّبِ والإحجام عن التَّعامُلِ معَ الشَّرِيعَةِ الَّتي هي يُسر "كلها ورحمة كلها وعدل كلها" والتي نَصِفُها بأَنَّها صالِحَةٌ لكُلِّ زَمانٍ ومكانٍ، نتعامل معها بحُسبانِها شَريعةً عاجزةً عن مسايرةِ النَّوازلِ والوقائع المستجدة، وثانيًا نتيجة غيابِ الرُّؤيَةِ "المَقاصدِيَّةِ" الَّتي تُشَوِّشُ حَتمًا عَلَى النَّظَرَةِ الاجتهادية، وتأخُذُ الفَقِيهَ بعيدًا عَنِ رُوح الشَّرِيعَةِ ومقاصدِها العُليا مِنَ الحُكم الشرعي المُناسِبِ.. وثالثًا نتيجةَ الفَتاوَى المُعَلَّبةِ، والعابرة للدول والأقطار، والتي لا تتوقَّفُ كثيرًا ولا قليلاً عند اعتبار أحوالِ المُجتمعاتِ، وتضرِبُ عُرض الحائط باختلافِ الأعراف والعادات والثقافاتِ واللغات والأجناس، حتَّى صارَتِ الفتوى الواحِدةُ يُفتَى بها للمُسلِمِينَ مهما اختلفت دِيارهم وتنوعت أوطانهم وتبدَّلت أحوالهم مِن حَربٍ وسَلَامٍ وغِنِّى وَفَقْرِ وعِلمٍ وجَهل، فهل يُعقل أو يُقبَلُ أَن يُفْتَى للمُسلِم بِالفَتَوَى الواحِدَةِ فِي النَّوازِلِ المُتشابِهَةِ شكلاً والمُختلِفَةُ واقِعًا وضررًا ومصلحة - في القاهرة ونيامي ومقديشيو وجاكارتا ونيودلهي وموسكو وباريس وغيرها مِنَ الحَواضِرِ والبَوادِي في الشَّرقِ والغَرب؟!

وعلق سيادته ملاحظة على مصطلح الأقليات قائلاً: "أمَّا عُنوانُ هذا المُؤتمَرِ فَإِنِّي أَستسمِحُ أخي سَماحَةَ مفتي الديار المصرية في أن أُسَجِّل رأيي في أنَّ مُصْطَلَحَ الأَقَلِّيَّاتِ المُسلِمَةِ، الوارِدَ في عُنوانِ المُؤتمر، هو مُصْطَلَح وافِدٌ عَلَى ثَقافَتِنا الإسلامية، وقد تحاشاه الأَزهَرُ في خطاباته وفيما صَدَرَ عنه مِن وَثائقَ، لأنه مصطلح يحمل في طياته بذور الإحساس بالعُزلَةِ والدُّونِيَّةِ، ويُمَهِّدُ الأرض لبذور الفِتَنِ والانشقاق، بل إنَّ هذا المُصطلح ليُصادِرَ - ابتداء عَلَى أَيَّةِ أَقَليَّةٍ كثيرًا من حقوقها الدينية والمدنية، وفيما أَعْلَمُ فَإِنَّ ثَقافَتَنا الإسلامية لا تعرف هذا المُصْطَلَحَ، بل تُنكِرُه وتَرفُضُه، وتَعرِفُ بَدَلًا منه معنى المُواطَنَةِ الكامِلَةِ كما هو مُقَرَّرُ في وَثِيقَةِ المَدينة المنورة؛ لأنَّ المُواطَنة في الإسلام - حقوق وواجبات ينعم في ظلالها الجميع، وَفْقَ أُسسٍ وَمَعايير تُحَقِّقُ العدل والمساواة.

 

تقسيمات الكتاب:

تناول فضيلة الإمام العديد من العناصر والمحاور التي يمكن إجمالها على النحو التالي:

  • افتتاح المحاضرة.
  • دور علماء الفتوى ودُورِ الإفتاء بين الواقع والمأمول.
  • تَغَلُّبُ الفِقْهِ العَبَنِي - الذي يَرُدُّ النَّاسَ إِلى أَخلاطٍ مِنَ الآراء المتشدِّدَةِ - عَلَى دُورِ الإفتاء.
  • نَجاحُ الفِقهِ العَبَثي وغَلَبَتُه مَرجِعُه إلى قدرته على التَّحرُّكِ بينَ النَّاسِ والمثابرة، لا إلى واقعيَّتِه ويُسرِه.
  • رُكُودُ فَتاوَى المجامع ولجان البحوث الفقهية - كفَتاوَى فرديَّةٍ قاصِرَةٍ، أو حبيسة مجلدات علمية - ساعد الفقه العبثي على النجاح.
  • انتقادُ الواقع بهدَفِ النُّهوض إلى التَّجديدِ، والانخلاعِ مِنَ العَجز والجُمودِ.
  • عَدَمُ الإفادةِ مِن عِلم الفقيهِ بنَصِّ الفَتوَى إِذا كان مُغَيَّبًا عن محلِّ النَّص وتَصَوُّرِ الواقِعَةِ التي يَتنزَّلُ عليها النَّصُّ تَنَزُلًا دَقِيقًا.
  • مثال: عَدَمُ بُلوغ الحكم الشرعي للنَّاسِ على وجهه الصَّحيح في قضية تَعَدُّدِ الزَّواج، هو السبب في فَوضَى تَعَدُّدِ الزَّواجِ وفَوضَى الطَّلَاقِ.
  • اعتراءُ الزَّواج للأحكام الخمسَةِ.
  • تحريمُ الزَّواج عندَ تَيَقُنِ الزَّوجِ أَنَّه سيجُورُ على زَوجَتِهِ.
  • خَوفُ إيقاع الضَّرِرِ بالزَّوجَةِ مُقدَّم عند الفقهاء على خَوفِ الوقوع في الزِّنَى.
  • خَوفُ الجَورِ على الزوجة مانع شرعيٌّ مِنَ الزَّواج، ومن بابِ أُولَى فهو مانِعُ مِنَ التَّعَدُّدِ.
  • سُؤالٌ وجَوابٌ حَولَ إِبَاحَةِ التَّعَدُّدِ معَ جَورِ الزَّوج وتَعَسُّفه، طالما أنَّ لجوء المرأةِ إلى الخُلعِ مُتاحًا.
  • مَورِدُ عِباراتِ الفُقهاء في مسألةِ الزَّواج هو: تَحمُّلُ المسئوليَّةِ الأخلاقيَّةِ تُجَاهَ الشَّرِيكِ قبلَ البَدْءِ في مشوار هذه الشّراكَةِ.
  • فوضويَّةُ الزَّواج والطلاق وراءَ الكَثرَةِ الكاثِرَةِ مِن أطفال الشوارع كضحايا لهما.
  • تجديد الخطاب الديني بينَ عُلماء اليوم والأمسِ.
  • تَحَلِّي عُلماءِ القَرنِ الماضي بشجاعة أكبر في اقتحام القضايا التي مَسَّتِ الحاجة إلى تجديدها.
  • بروز شَجَاعَةِ علماءِ القَرْنِ الماضي في اجتهادهم بوقوع الطلاقِ الثَّلاثِ بلفظ واحدٍ طلقة واحدةً على خِلافِ الفَتَوَى آنذاك.
  • امتناع العلماء عن اقتحام حاجز الخوف لتجديد الفتوى، باعَدَ بينَ الشَّرِيعَةِ الإسلامية وواقع النَّاسِ.
  • إحجامُ الفُقهاءِ عَن الاجتهاد هو لون من ألوانِ فَصل الدين عن الحياة، وترك للمجتمعات الإسلامية للآخَرِ.
  • أسبابُ أَزْمَةِ المسلمين اليوم.

أوَّلُ أسبابِ الأَزمَةِ: الخوف والإحجامُ مِنَ التَّعَامُلِ مع الشريعة.

ثانيها: غِيابُ الرُّؤية المقاصدية التي تُشَوِّشُ على النظرة الاجتهادية.

ثالثها: الفَتاوَى المُعَلَّبَةُ العَابِرَةُ للدُّولِ والأقطارِ.

  • اعتراض على لفظ الأقلّيَّاتِ في عُنوانِ المؤتمر لوفوده على ثقافتنا.
  • خُطُورَةِ مُصطلح الأقليَّاتِ ولماذا استبعده الأزهر خطاباته وبياناته ووثائقه؟
  • المواطنة الكامِلَةُ هي البديل لمصطلح الأقلية، كما جاءَ في وثيقة المدينة المنوَّرَةِ.
  • ترسيخ فقه المواطنة بين المسلمين في أوروبا وغيرها مِنَ المجتمعات المتعدّدَةِ الهُوِيَّات خطوةً ضرورية على تحقيق الاندماج الإيجابي.
  • حفظ الاندماج الإيجابي لسَلامَةِ الوَطَنِ وتماسكه وترسيخه تأصيل الانتماء.
  • فقه المواطنة هو السَّدُّ المنيع أمامَ الذَّرائعِ الاستعماريَّةِ.
  • تنبه دار الإفتاء المصريَّةِ لأهميَّةِ تأهيل الأئمة للإفتاء.
  • ختام المحاضَرَةِ.

 

رابط مباشر لتحميل الكتيب

 

[1] الشيخ أحمد الطيب هو أحمد محمد أحمد الطيب الحسَاني، وُلد في 6 يناير 1946م الموافق 3 صفر 1365هـ، وهو الإمام الأكبر شيخ الأزهر (الإمام الثامن والأربعون) منذ 19 مارس 2010م حتى الآن (بارك الله في عمره)، والرئيس السابق لجامعة الأزهر، ومفتي الجمهورية سابقًا، ورئيس مجلس حكماء المسلمين، وهو أستاذ في العقيدة الإسلامية، يتحدث اللغتين الفرنسية والإنجليزية بطلاقة وترجم عددًا من المراجع الفرنسية إلى اللغة العربية وعمل محاضرًا جامعيًا لمدة في فرنسا.

Rate this item
(0 votes)
Last modified on السبت, 21 أيلول/سبتمبر 2024 12:59

Leave a comment

Make sure you enter all the required information, indicated by an asterisk (*). HTML code is not allowed.