هل يتعارض القانون الدولي الإنساني مع الشريعة الإسلامية؟

نشرت قناة اللجنة الدولية للصليب الأحمر سلسلة تحت عنوان "القانون الدولي الإنساني والإسلام"، وهي السلسلة التي سننشر بعض حلقاتها تباعًا، لاسيما في ظل معاصرتنا المعركة الحضارية الدائرة حاليًا تحت عنوان "طوفان الأقصى"، والتي تعبر بجلاء عن الفجوة الهائلة والفاصلة بين ما تقدمه كل من الحضارتين الإسلامية والغربية من قيم وأخلاقيات وتشريعات، وما أنتجته من سلوكيات بشرية متباينة، بل ومتناقضة.

وفي الحلقة السادسة عشر من السلسلة سالفة الذكر تناول الدكتور سهيل هاشمي أستاذ الدراسات الإسلامية والعلاقات الدولية في جامعة ماونت هوليوك كولِدج في ولاية ماساتشوستس موضوع "هل يتعارض القانون الدولي الإنساني مع الشريعة الإسلامية؟".

حيث أكد الدكتور هاشمي على أنه لا يوجد أي تعارض بين القانون الدولي الإنساني وقوانين الحرب الإسلامية من حيث الجوهر الأساسي، فكلاهما ينطلق من مبدأين أساسيين يشكلان ركنًا أساسيًا من أركان كل نظام منهما، وهما مبدأ التمييز في القتال "وجوب التمييز بين المقاتلين وغير المقاتلين"، والمبدأ الثاني هو "مبدأ النسبية"، وهو استخدام القدر الضروري من القوة من أجل تحقيق الأهداف العسكرية.

وأشار كذلك إلى أن مقياس الأهداف العسكرية مقياس متدرج، فيمكننا تعريف الأهداف العسكرية بالعديد من الأشكال المختلفة، ولكن هذا المقياس المتدرج ينتهي بمبدأ التمييز، فإن أدى هذا المقياس إلى قتل المدنيين عشوائيًا أو جزافيًا أو بشكل مفرط فإن هذا المقياس به خلل.

واستخلص الدكتور هاشمي من ذلك نتيجة مهمة مفادها أن هناك توافقًا جوهريًا بين القانون الدولي الإنساني والشريعة الإسلامية، مقررًا أن العديد من المنظرين المسلمين ذهبوا إلى أن أساس القانون الدولي الإنساني هو القوانين الإسلامية للحرب، وهي قوانين مفصلة ومتطورة، وتعود إلى القرن التاسع والقرن العاشر الميلاديين، أي قبل اكتمال تطور هذه المبادئ في أوروبا بوقت طويل.

 

رابط مباشر للفيديو على قناتنا: حوارات الشريعة والقانون

Rate this item
(0 votes)
Last modified on الإثنين, 25 كانون1/ديسمبر 2023 19:35

Leave a comment

Make sure you enter all the required information, indicated by an asterisk (*). HTML code is not allowed.