الدكتور محمد زكي عبد البر محقق أصولي وفقيه قانوني؛ فهو من أبرز القانونيين الذين لهم باع طويل في مجال الدراسات القانونية المقارنة بالشريعة الإسلامية، ولعل ذلك اتضح بجلاء منذ حصوله على درجة الدكتوراه عن رسالته الموسومة بـ "نظرية تحمل التبعة في الفقه الإسلامي".
مولده ونشأته:
ولد الأستاذ الدكتور محمد زكى عبد البر في ٢٠ يونيو ١٩١٩م في إحدى قرى محافظة الدقهلية، وتحديدًا قرية ميت خيرون التابعة لمركز المنصورة، وقد نشأ وسط عائلة مرموقة فقد كان والده -رحمه الله- عمدة القرية.
مؤهلاته العلمية:
أتم الدكتور محمد زكى عبد البر تعليمه الابتدائي والإعدادي والثانوي في مدينة المنصورة ثم انتقل إلى القاهرة للالتحاق بكلية الحقوق، وبعد تخرجه تم تعيينه في مجلس الدولة، وفي عام 1950م حصل على درجة الدكتوراه من كلية الحقوق بجامعة القاهرة (جامعة فؤاد الأول آنذاك).
قام الفقيه الكبير بالتدريس في العديد من الدول العربية مثل قطر والكويت والسعودية والعراق وسوريا وليبيا والجزائر، كما قام كذلك بتحقيق العديد من كتب التراث إلى جانب اهتمامه بإعادة صياغة الفقه الإسلامي من خلال رؤية قانونية منهجية، وبدا ذلك واضحًا في كتابيه أحكام المعاملات في المذهب الحنفي (عرض منهجي)، وأحكام المعاملات في المذهب الحنبلي (عرض منهجي).
علاقته بالدكتور السنهوري:
توطدت علاقة د. عبد البر بالدكتور السنهوري منذ تعيينه في مجلس الدولة، ويُذكر أنه عندما تم الاعتداء الغاشم على الدكتور السنهوري في مجلس الدولة عام ١٩٥٤م، كان د. عبد البر من أبرز المدافعين عن د. السنهوري، ولذا تم فصله من المجلس، ولكنه عاد إليه بعد ذلك، ثم تدرج في المناصب القضائية حتى تقلد منصب نائب رئيس محكمة النقض.
مؤلفاته:
قام الدكتور محمد زكي عبد البر بتأليف العديد من المؤلفات والبحوث القيمة، والتي تعد مرجعًا لكل دارس وباحث، ومن أمثلة هذه المؤلفات ما يلي:
وفاته:
تُوفي الدكتور محمد زكي عبد البر يوم السابع والعشرين من رمضان الموافق يوم ٢٤ يناير من العام ١٩٩٨م عن عمر يناهز الثمانية والسبعين عامًا بعد رحلة طويل من البحث والدراسة والتحقيق والتأصيل.